عمرو جلال يكتب.. منى زكى ممنوعة فى أمريكا وبريطانيا

عمرو جلال
عمرو جلال

عندما يرفض المجتمع الغربى عملا فنيا وينتقده يقال عنهم انهم مجتمعات مستنيرة مثقفة تعى معنى الفن وقيمته ودوره فى التأثير على الجماهير   لكن عندما يعبر المجتمع المصرى أو العربي عن رفضه لفيلم لا يتناسب مع  قيمه ويرفض الترويج  للشذوذ الجنسي و العلاقات الغير سوية  يصرخ  الكثير من مدعين الفهامة و النقد الفنى بأنه مجتمع رجعي متخلف لايعرف قيمة الفن ويدفن  رأسه فى الرمال ويمنع الكشف عن خبايا العلاقات القذرة و الشاذة  الموجودة داخل المجتمع العربي وكأنها هى الاساس وليس الاستثناء.


فى عام 2014 قرر المنتجون فى الولايات المتحدة وبريطانيا منع توزيع فيلم سينمائي فرنسي داخل دور العرض الأمريكية و البريطانية على الرغم من تحقيق الفيلم إيرادات كبيرة فى فرنسا  بلغت  أكثر من 104 مليون دولار وأصبح الفيلم الأعلى دخلاً لهذا العام في فرنسا ..الفيلم حمل اسم "حفلات زفاف سيئة" وتدور أحداثه فى إطار كوميدي حول زوجين كاثوليكيين فرنسيين من البيض تتزوج  ابنتهم الكبرى من شخص عربي أما ابنتهم الثانية فتتزوج من يهودى ثم تتزوج الابنة الثالثة من رجل صيني وينتقل صراع الفيلم عندما تُخطب الابنة الرابعة من رجل  إفريقي أسمر البشرة.. ويبكى الوالدان على خسارة الأبناء  الذين لم تتزوج أى واحدة منهن  من رجل  فرنسي أبيض كما كانوا يتمنون ..وتدور دراما كوميدية بين أزواج البنات الاربعة توضح العنصرية الموجودة في المجتمع الفرنسي بسبب اختلاف الأعراق والديانات.


موزعون الأفلام في الولايات المتحدة وبريطانيا  اعتبروا أن الفيلم غير مناسب اجتماعيا  للسوق الناطق باللغة الإنجليزية بسبب اتهام وسائل الإعلام الأمريكية الفيلم وابطاله  بالترويج للعنصرية وقال بعضهم  " أن هذا  العمل سيخلق على الفور الكثير من الجدل في الداخل".


النقاد الفرنسيون دافعوا عن الفيلم  باعتباره فيلم كوميدى يكشف ما يوجد في العديد من  المجتمعات الغربية من تناقض حول تقبل الآخر واختلاف الأعراق وأشاروا الى أنه  لا ينبغي النظر إلى الفيلم على أنه عنصري بل كوسيلة للتغلب على العنصرية  كما أنه لا العرب أو المسلمين أو اليهود يعتبر هذا الفيلم مسيئًا.


.. فى النهاية الفيلم لم يتم ترويجه داخل امريكا وبريطانيا رغم حصوله على جوائز من مهرجانات أوروبية.. وبالطبع هناك نماذج لأفلام سينمائية عديدة تم رفضها  في الكثير من الدول الأوروبية بسبب سيناريو الفيلم الذي يصطدم بالقيم الغربية ولم يجرؤ أحد على أن يصف تلك المجتمعات بالرجعية والتخلف.


وهنا لنتخيل بضع لحظات لو أن الفيلم اللبنانى الأخير الذي أثار جدلا "أصحاب ولا أعز" من بطولة الفنانة منى زكى ومجموعة أخرى من الأبطال العرب قد تم أخراجه وتقديمه بطريقة انتقدت مثلا الشواذ جنسيا بطريقة توضح انهم شخصيات مريضة نفسيا تحتاج إلى علاج و تقويم سلوكي ونفسي بدلا من الدفاع عنهم ..هل كان سيتم السماح لهذا العمل بالعرض فى شبكة "نت فيلكس" الأمريكية أو فى منصة بريطانية أو أوربية أخرى؟!..أم كان سيتم منعه وانتقاده على الفور؟.. بل وإصدار أحكام قضائية لمنع دخول ابطال العمل إلى الأراضي الأمريكية والبريطانية بتهمة الإساءة لمجتمع الشواذ.